انا متزوجه من 3سنوات وعندي طفل لكن زوجي انسان قمة في الجلافه, اسلوب الحوار افتقده دائما ولو فكرت وحاورته قام بالصراخ وانهاء الحوار لصالحه دائما.
لا يعترف بخطاه ابدا, حتى انه ينام في غرفة لوحده لا يهتم بمشااااعري ابدااا لدرجة انني اشعر احيانا بانه اخي وليس زوجي
لا يعترف بشيء اسمه رومانسيه ولا هدايا ولا سفر ,فعلت المستحيل حتى اوصل له مابداخلي واكن لم افلح
والامور تزداد تعقيدا حتى انني افكر بالطلاق, ماذا افعل معه افيدووني جزاكم الله خيراا فانا انام على دمعي واصحي عليه.
الأخت السائلة الكريمة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد :
فإن زواجك لا زال في بداياته , ولا تزال الفرصة قائمة بوجود التوافق الزوجي بينكما.
فأتمنى أن تبعدي موضوع الطلاق عن تفكيرك , واحرصي على البحث عن الحلول والخروج من الواقع بأقل الخسائر , ولاشك أن الطلاق يحمل خسارة على الأقل لولدك .
أختي الكريمة : العلاقة الزوجية علاقة شديدة القرب ,شديدة الخصوصية , وممتدة في الدنيا والآخرة، وقد تمت بكلمة من الله .
واحتفى بها أهل الأرض ، وهذا يحوطها بسياج من القداسة والطهر, لكن الزواج في نفس الوقت يشكل منعطفاً خطيراً في حياة الزوجين.
حيث يقوم على التقاء فردين متفاوتين في العادات والصفات والثقافة الأسرية والقيم العليا تحت سقف واحد , وبخصوصية فريدة , ولذلك فإنه من الطبيعي أن تظهر بعض المشاكل والخلافات في بداية الزواج .
هذه المشاكل يمكن أن تقرب الزوجين لبعضهما أو تبعدهما , والأمر في هذا يعتمد على طريقة التعامل مع المشاكل وطبيعة التعامل مع الآخر .
ـ فمهما حدث من مشاكل , لا تهدري حسنات زوجك وإيجابياته.
ومن الجيد أن تأخذي ورقة وقلما وتكتبي إيجابياته ثم تنظري هل السلبيات التي تعانين منها تفوق الإيجابيات التي تحصلين عليها؟ , ثم هل السلبيات تستحق التضحية بالإيجابيات التي تتمتعين بها من زواجك؟ , وازني ثم احكمي .
ـ إن أردت أن يمنحك زوجك الحب فأحبيه كما هو ، ولا تضعي نموذجاً خاصاً بك تقيسينه عليه فإن هذا يجعلك دائماً غير راضية عنه لأنك ستركزين فقط على الأشياء الناقصة فيه مقارنة بالنموذج المثالي في عقلك أو خيالك.
واعلمي أن كل رجل – وليس زوجك فقط – له مزاياه وعيوبه لأنه أولاً وأخيراً إنسان .
ولا تكثري من لومه وانتقاده فهذا يكسر تقديره لذاته وتقديرك له ، ويقتل الحب بينكما فلا يوجد أحد يحب من يلومه وينتقده طول الوقت أو معظم الوقت .
ـ إذا كان زوجك لا يعبر عن عاطفته , وجاف في تعامله كزوج ,,,فكوني أنثى حقيقية راضية بأنوثتها ومعتزة بها ، فهذا يفجر الرجولة الحقيقية لدى زوجك لأن الأنوثة توقظ الرجولة وتنشطها وتتناغم وتتوافق معها وتسعد بها .
ـ تعرفي ظروف نشأته لأنها تؤثر كثيراً في تصوراته ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بك , وليكن فهمك لظروف نشأته لتقدير ظرفه والتماس العذر له ,وليس للمعايرة أو السب وقت الغضب .
ـ حاولي أن تفهمي طبيعة شخصية زوجك والتعرف على مفاتحها , فلكل شخصية مفاتيح ومداخل ، والزوجة الذكية تعرف هذه المفاتيح والمداخل , وبالتالي تعرف كيف تكيف نفسها مع طبيعة شخصية زوجها بمرونة وفاعلية دون أن تفقد خياراتها وتميزها.
وإذا أردتيه رومانسياً فعليك الاهتمام بالأشياء التي يحبها ، وذكرياته التي يعتز بها، والمناسبات المهمة له ,واستقبلي همساته ولمساته ومحاولات قربه وتودده إليك بالحفاوة والاهتمام وبادليه حباً بحب واهتماماً باهتمام.
ولا تنسي أن تتزيني له بما يناسب كل وقت وكل مناسبة مع مراعاة ظروفه النفسية و عدم المبالغة , ثم – وهو الأهم - عبري عن مشاعرك الإيجابية نحوه بكل اللغات اللفظية وغير اللفظية ، ولا تخفي حبك عنه خجلاً أو خوفاً أو انشغالاً أو تحفظاً .
ـ كوني متجددة دائماً فهذا يجعلك تشعرين بالسعادة لذاتك ويجعل زوجك في حالة فرح واحتفاء بك لأنه يراك امرأة جديدة كل يوم , فلا يمل .
ـ احذري تردد كلمة الطلاق في حديثك خاصة أثناء الخلافات والخصام ، لأن تردد هذه الكلمة ولو على سبيل التهديد يعطى إحساساً بعدم الأمان وعدم الاستقرار, ويجعلها خياراً جاهزاً وقابلاً للتنفيذ في أي لحظة.
ـ أخيراً : اعلمي أن العلاقة بينك وبين زوجك علاقة سامية مقدسة ، وأن صبرك على زوجك وتحملك لبعض أخطائه لا يضيع هباء, بل تؤجرين عليه , وتعرفين أنه إذا نقص منك شيء في علاقتك بزوجك وصبرت ورضيت فأنت تنتظرين تعويضاً عظيماً من الله في الدنيا والآخرة.
هذا الشعور الروحي في الحياة الزوجية له أثر كبير في نجاحها واستمرارها وعذوبتها، خاصة إذا كنتما تشتركان في صلاة أو صيام أو قيام ليل أو حج أو عمرة أو أي أعمال خيرية. وفقك الله وأعانك وسدد خطاك .
الكاتب: د. ميادة محمد الحسن
المصدر: موقع المستشار